الاثنين، 29 يوليو 2013

مستقبل فى أسر الماضى

فى لحظة ما فى الحاضر الذى اعيش فيه شعرت بمعاناة من مرارة الماضى

اخذت قرارى وأسرعت ولملمت كافة أوراقى وجواباتى التى لطالما قرأت سطورها مرات ومرات حتى حفظت حروفها حرف حرف والصور التى جمعتنى بأعز الناس الى قلبى كل صورة تحمل فى طياتها ألف ذكرى ولملمت هداياها وجمعت كل شىء جمعت أخطاء ارتكبتها ولم أسامح نفسى عليها ومواقف صدمنى الآخريين فيها لم أنسها لم أغفر لهم وكذلك لم يغفروا  لى هاجمت الماضى بكل قسوة محاولا التخلص منه 

وأسرعت بها جميعا ووضعتهم أمامى 

وأمسكت بثقاب الكبريت وأشعلته

ثم شعرت بحنين فى قلبى لكل ذكرى شعرت بأنى لن أحرق ذكرياتى فقط ولكنى سأحرق معها حياتى واهتزت رأسى بقشعريرة معلنة رفضها لترددى هذا وحملت فى طياتها شجاعة واقدام على تنفيذ قرارى 

ألقيت بثقاب الكبريت المشتعل على تل ذكرياتى حتى بدأ يحترق أمامى وأستنشق دخان متطاير رائحته بها الحزن والآسى ودموع على كل ذكرى وحنين لمن شملتهم تلك الذكريات وشعرت بضعف لا يقاوم حتى سقطت على ركبتى منهارا وغير مصدقا حاضرى الذى أعيش فيه وكيف آلت بي الأحداث والظروف والقدر إلى ما أنا عليه 

وأطلقت صرخة حزن وانكسار وضعف صرخة المذبوح التى أرهبت الطيور من حولى فطارت مبتعده حتى النمل الذى وقف يستعجب مما أنا فيه ارتد وعاد الى جحوره هرب الجميع وكأن الحياة خلت تماما من مظاهرها وانفجرت عيني بالبكاء وعادت الحياة لنهر الدموع الذى قد جف 

كل ذلك والنار تزداد وكل شىء يحترق أمامى 

وتحرك شريط ذكرياتى أمام عينى يذكرنى بكل لحظة وبأدق تفاصيلها بلحظات السعادة التى لطالما سبحت فى نهرها ولحظات الحزن التى طالما قتلتنى مرارتها ولحظات نجاحى وانتصارى ولحظات هزيمتى وانكسارى 

شعرت بانى فى مفترق طرق كانى أعبر جسر هش قد يسقطنى فى أى لحظه وقد أنجو به فى النهاية 

حتى وصلت لأخر لقطة فى شريط ذكرياتى حيث أمكث وتنطفأ فى تلك اللحظه النار معلنة تفحم كافة الذكريات دموع فى عينى ورائحة دخان كادت تخنقنى ونسمات هواء تغازل الرماد فيتطاير أمام عينى ومرارة فى حلقى  تزداد كل دقيقة وتكاد تقتلنى وكدت أسقط على الأرض فاستندت على يدى وحافظت على توازنى

ووقفت على قدمى معلنا التحدى بأنى لن اعود الا خاليا من كافة ذكرياتى

وبدات أسير مبتعدا ولكن الرائحة لا تزال فى أنفى لا أزلت اشمها قوية ومرارة فى فمى لا تنتهى مهما حاولت أن ابتلع ريقى أسرع أكثر فى سيرى بل انى لم أتردد فى أن أعدو ولكن الرائحة لا تزال بقوتها معلنة هى الاخرى التحدى ومرارة فى حلقى ملعنة أسرى

وتمر الأيام والشهور على هذا الحال

حتى أيقنت بمصيرى لقد أسرنى الماضى حقا فالذكريات لا تزال كما هى لا تتخلى عنى ولا تتركنى كى اعرف أين أنا كي أبدأ أخطو نحو مستقبلى

أيقنت بأنى لم يمكن من المفترض أن أضع فى تلك النار ذكرياتى بل كان يجب وضع قلبى ومشاعرى عقلى وذاكرتى

كان يجب وضعى أنا

حتى توقفت الأحداث الى هنا كبلتنى ذكرياتى وقيدنى الماضى وطعامى مرارته تقتلنى وأنفاسى تختلط به رائحة الدخان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق